السؤال المطروح اليوم الي اين تسير دول الخليج العربي بزحمة القرارات الخاطئة التي ارتكبتها وترتكبها اليوم ولمعرفة مصير دول الخليج دون ان نميز اي منها في ذلك المصير القادم اليها لا محالة ومدى الثمن الذي ستدفعه لا محالة بغض النظر ممن يعتقد لهذه الدول المصنعة من اهمية, لكي يكشف عن مصير هذه الدول لابد ان يعرف المرء كيف صنعت هذه الدول ومتى وبيد من وما الهدف من وراء تصنعيها , في منتصف القرن السادس عشر في منطقة معينة من العالم اجتمعت المؤسسة التي تقود العالم منذ اكثر من 13 قرنا لدراسة منطقة الشرق الاوسط بوجه عام ومنطقة الجزيرة العربية وبلاد الشام الكبرى " العراق وسوريا وتوابعهما" بصفة خاصة وهنا كان لابد ان يأخذ في هذه المنطقة صناعة عاملين الاول قيام كيان على الضفة الشرقية للخليج العربي والكتف الحدودي الايسر للدول العربية والاهم هي الجزيرة العربية وبلاد الشام الكبرى وكان هذا الكيان وسط بين الدول العربية واسيا الصغرى والوسطى المتمثل بدول القوقاز الاعلى والاوسط والادنى والصين ,وجنوب شرق اسيا المتمثل بشبه القارة الهندية واليابان, وكان التصنيع تكبير البقعة الحدودية للدولة القاجارية او الصفوية وايجاد اسم بديل لذلك حتى لا يكون هناك تضاد بالمفهوم الديني والعرقي لما يرعف ببلاد فارس لتأخذ اسما آخرا بعد التوسيع يعرف اليوم بإيران وان يكون المنهج الديني لها نهجا يحمل ظاهريا اتباع المذهب الشيعي, كما كان لابد من نقطة اتصال بين العالم العربي وخصوصا الجزيرة العربية والشام الكبرى بجذر الأوربي وعليه انشاء ودعهم كيان في الشمال والشمال الغربي للجزيرة والشام الكبرى الا وهو الدولة العثمانية كما اصر على ان يكون لها جزء في العمق الاوربي من خلال النظرة التاريخية القديمة في القسطنطينية وعليه تم ربط جزء من الارض اليونانية الشمالية الي الدولة العثمانية بما يعرف اليوم بإسطنبول وذلك منذ بداية عهدها كما اريد لها عند الانشاء في منتصف القرن السادس عشر وتحمل مذهبا دينيا سنيا لتوازن الامور على مستوى السيطرة السياسية خصوصا للجزيرة العربية وبلاد الشام كما غير الاسم بعدد كما هو مخطط له من افرازات بعد الحرب العالمية الاولى وغطي بما يعرف بالعلمانية السياسية الادارية الى تركيا, حيث بعد ذلك بدأت تتقلب الادوار بين هذين الكيانين وذلك لبعد مستقبلي لا يدركه اي من هذه الاطراف الا من القليل من تلك المؤسسة التي تدر العالم على المستويات كافة, في ذلك البناء حرص على ثالثة امور الاول غير ثابت تماما والثاني متقلب ومتغير ولكن غير مبدل بالكامل كما في الامر الأول اما الثالث والذي اصرت عليه المؤسسة الا يتغير تحت اي ظرف كان مهما كانت اهمية الظرف في الزمن والمكان والمصالح , ويعود ذلك لإرث تاريخي لا يمكن اي يعبث به لدراية من يمثله من داخل المؤسسة وخصوصا من العراق وحصرا من البصرة التي اريد لها ان تلعب الدور الاساس غير المنظور على جميع مراحل التاريخ وفتراته, وعليه تم تصنيع الكيان الاول حسب الامر الأول او بما يعرف بالبرتوكول السياسي الاول ومما يعرف اليوم بدول الخليج والكيان الثاني وحسب المر الثاني او بما يعرف بالبروتكول السياسي الثاني ايران وتركيا , واسست المنظومة الثابتة التي هي اساس كل تلك الكيانات المصنعة لتبقي الثابتة غير المتغيرة واساس القالب السياسي والاقتصادي والاجتماعي والديني لمنطقة الشرق الاوسط بكمالها وكانت اول انطلاقه لما يعرف بالشرق الاوسط الجديد تلك المنظومة ونؤكد الاختيار تم لاتخاذها اساس في تكوين منطقة الشرق الاوسط العراق وسوريا وتوابع سوريا ليشمل الاثنان معا ما يعرف تاريخيا منذ الازل بحدود الشام الكبرى الذي تمتد في واقع امرها حسب النصوص الدينية القديمة أي ابعد مما ذكرنا وايضا كما ذكرنا ذلك تم بعد الدراسة التاريخية والدينية لجزر الموحد من العراق وسوريا وتوابعها مضاف اليه ممن يمثل العراق من البصرة حصرا في داخل المؤسسة منذ الوهلة الاولى لإنشائها حسب الارث الانساني والديني والتاريخي الواغل في القدم وما جاءت به النصوص الدينية لبلاد الرافدين او بلاد ما بين النهرين المقدسة وممالكها المقدسة في نابور او ما يعرف من امتداد اليوم بين البصرة والعمارة ومملكة اور او ما تعرف اليوم بالناصرية, من هناك بدأ التحضير لإنشاء العاملين الاوليين لانهما مصنعين على الخريطة وليس كما في العامل الثابت الاخر موجودين كمنظومة إنسانية دينيه وحضارية لأكثر من عشرة الاف سنة قبل الميلاد ونعني العراق وسوريا وتوابعها , الجزيرة العربية في واقع لا تمثل اي عمق استراتيجي بالمطلق بمعنى موجودة اصلا يسكنها قبائل عربية عرابة وعربية مستعربة ولكن كواقع حضارة لم يكن معرفا الا في جزء صغير منها اليوم يعرف باليمن حيث تداولت عليها الممالك وما عرف بعد ذلك بالعرب البائدة خصوصا في وادي حضرموت ومما تبقى منهم ما يعرف اليوم بقبائل " بنو صخر " الذين اصبحوا محصورين في جزأين الاول في اليمن والثاني في بلاد الشام وحصرا بارض شرق النهر " نهر آردن" او ما يعرف اليوم بالأردن , فكانت صناعة العاملين الاول والثاني تحتاج الكثير من الجهد في التجميع والتوحيد , حيث كما قلنا الجزيرة العربية بخلاف اليمن لم تكن مجتمعا سياسيا او تكوينا معروفا تاريخيا بل معظمها كان يعرف بالمدن او القرى كما يطلق على مكة المكرمة ام القرى والمدينة وحائل وغيرها بعد القرن السادس الميلادي بدأت معالم الجزيرة العربية بالتبلور ويطرح اسماء كانت يختلف في وجدها كالحجاز وننجد وعسير ونجران وحائل والاحساء وغيرها , فكان لابد من ايجاد كيان يقسم الى كيانين الاول كبير والاخر صغير مكون من كيانات متعدة صغيرة على ان يجمع بعضها حسب رؤية حاجة المستقبل كما حدث لما يعرف اليوم باتحاد الامارات العربية التي لم تكن في الاساس موجودة كان الكيان الوحيدة الذي يتبع لبلاد بابل وقبلها لسومر جزيرة صغيرة عرفت بديلمون واتخاذها السومريون والبابليون كمركز لإدامة والاعاشة لسفنهم التجارية التي تنقل البضائع من بلاد الهند والسند او ما يعرفا اليوم بالهند وباكستان كذلك كمرفأ عسكري صغير في الخليج العربي او ما كان يعرف " بخليج العرب" ومن هنا بدأت التشكيل الافتراضي لما سوف يكون عليه هذان الكيانان الكبير والصغير يخرج من تكوينه وتقسيماته الجزء اليميني , الذي ايضا سيكون ثابتا لا متغير او مستبدل فيما بعد أيا ان كان الزمان او العصر ونقصد به اليمن ومرجعتيه التاريخية الحضارية لمماليكه في سبأ وحضرموت ,فبدأت النظرة في ابقاء ديلمون كما هي وانشاء الدويلات الصغيرة في الطرف الجنوبي والشرقي والشمالي في رأس الخليج لجزيرة العرب تعرف اليوم بعمان واتحاد الامارات العربية وقطر والكويت ودولة ضامة كبيرة القصد من وراء انشائها رؤية مدى دعمها حتى لو طلب منها تغير دعهما في فترة من الزمن للثابت الاساس في المعادلة الا وهو دولتي الشام الكبرى العراق وسوريا وتوابعها نكرر حتى لو طلب من ذلك الكيان الكبير ان يعاكس في الفكر والمضمون تلك المنظومة الثابتة كان يراد من ذلك مدى ما يصر علية ذلك الكيان الكبيرة في الثابت في الدعم الكامل والمطلق لتلك المنظومة السابقة وكان هناك راي في المؤسسة من قراءة لتاريخ المستقبلي ان هذا الكيان سيكون عبئا مدمرا لتلك المنظومة اثبته وقائع التاريخ عبر ما يقارب القرون الثلاثة السابقة وكان التأكيد ان حصول ذلك وكان ايضا واقعيا في حصوله يكون تغير المستبدل من ذلك الكيان الضام الكبير ونقصد به بلاد نجد والحجاز وتوابعها او ما يعرف اسما بالسعودية , وجاء دور تكوين العامل الثاني الا وهو توسيع رقعة بلاد فارس او الدولة الصفوية القاجارية فتام التوسع جنوبا بضم جزء من امارة البلوش او ما يعرف ببلوتشستان , توسع الى اعلى وعلى فترات بدأت في 1925 بضم امارتي عربستان والمحمرة ,توسع آخر من الشرق من اسيا الوسطى في خرسان , توسع آخر في الشمال من بلاد اذربيجان وتركمنستان , وتوسع آخر بحدود 25 كيلومتر عمقا من بلاد الرافدين في حدودها الشرقية ,كما حدث بأخذ جزء من حدود بلاد الرافدين او العراق الذي سميت به بعد ضم الولايات الثلاثة ويرجع تاريخيا الاسم للملكة سومر في الاسرة السومرية الاولى الا وهي "اوراك "كما ذكرنا تم اخذ جزء من جنوب العراق في منتصف القرن الثامن عشر ويقرر رسميا في سنة1961 ما يعرف بالكويت وايضا كان هناك تحفظا شديدا في هذه المسائلة من حرمة العبث بالحدود الشرقية والجنوبية على شاطئ الخليج العربي من قبل تيار ينتمي جذريا لأرض العراق لان الرأي ان انشاء مثل تلك الدولتين في الجنوب والشرق سيشكل عبئا على المنظومة الثابتة وكان الجواب الكويت جزء من المستبدل وايران جزء من المتغير. في جميع الاحوال الناتج ما نراه اليوم الهدف من دول الخليج المرور بثلاث مراحل تمهد في النهاية الى ظهور الشرق الاوسط الجدي في مرحلته الثانية التي نراها اليوم حسب التغيرات المنظورة والتي قطعا لا تعتمد عل نظرية الفوضى الخلاقة التي اريد من الترويج اليها التغطية عل الحقيقة التي بدأت تظهر بشكل قوي اليوم , كما قلنا دول الخليج العربي او دويلاته التي لم ينظر اليها باي مرحلة من المراحل كيانات سياسية فاعلة ومتفاعلة ومفعلة بل اريد ان تمر في ثلاثة مراحل تعاقبيه الانشاء والازدهار ثم الافول وكان يعتمد في التقرير بالنسبة لأفولها مدى ما تشكله من عبئ على المنظومة الثابتة الا وهي العراق وسوريا وتوابعها, ان انهج الارعن الذي اتخذه حكام الخليج على فترة اكثر من 90 عاما اتبت جهلهم في امور السياسة والمعرفة كما اثبت ضيق افقهم انهم يتخبطون بتصرفاتهم واعمالهم والادهى من ذلك نكران الجميل الذي لازمهم , يعتقدون انهم فوق كل شيء وهذا ما اريد لهم ان يعتقدوا ,حتى يقعوا بالمحظور ويجتازوا بعدم فهم وتعاليهم كل الخطوط الحمراء اعتمدوا عند بدأ ظهورهم على بريطانيا ثم ما ان شد عدهم تخلوا عن بريطانيا ثم انتقلوا الى الولايات المتحدة الامريكية معتقدين انها ذات سياستهم التي ليس لها افق سياسي في التعامل بعيد , وليس لهم فكر خلاق يستطيعوا به مساعدة الولايات المتحدة الامريكية وبالدالة ما تامروا مجتمعين على اسقاط احد فرعي المنظومة الثابتة الا وهو العراق او كذا خيلت لهم عقليتهم السذاجة , والان نرى الحقد الاسود المتجذر بذاتهم , والعقلية التبعية البلهاء التي تفتقر الى الافق في وعي التفكير والتخطيط والابداع , نعم اليوم يخيل لهم ان جاء دور الفرع الاخر من المنظومة الثابتة الا وهي سوريا بعد ما اعتقدوا من وهم لا اساس له الا في مخيلتهم المريضة دما بمرض الغباء والعياذ بالله , نقول اعتقدوا انهم يمكن لهم اسقاط سوريا كدولة وقيادة وشعب عربي قومي اصيل ومنظومة سياسية متكاملة, فاستعلموا ذات الاسلوب الذي دفعوا اليه , من قبل محترفي السياسة ودهاقنتها , ليبين في نهاية المطاف انهم كمن يبني قلاعا من الهواء ويصدق ان الهواء اصبح حجارة بناء , ليفقوا قريبا جدا وكما قال لي احد الاصدقاء الهنود في أوربا, وكنا نناقش اصرار هذه الدولة الى لف حبل نهايتها بيدها وذلك في العام 1990-1991 قلت لصديقي انظر لذلك الابله بندر بن سلطان واخيه الجنرال الذي يفقه غبا وبلاهتا , عندما اجتمع الفريق الركن العراقي الطائي في الخيمة في صفوان بعد انتهاء العمليات العسكرية في مارس من عام 1991 بما يعرف بحرب تحرير ما تسمى بأمارة الكويت كيف ان ذلك المخبول اراد ان يبين ان زمام الامر بيد من يدعون بآل سعود فأسكته الجنرال الامريكي شوارسكوف مشيحا بيده ان يصمت ذلك المخبول ولا يتدخل بشيء اكبر من وزنه وما سطره من رتب عسكرية لا معنى لها ,رد علي صديق الهندي من كلكتا ضحاكا ومتسائلا بعد عشرون سنة اين سيهرب السعوديون وآل سعود عرفنا ان آل صباح هربوا الى السعودية فهؤلاء الي اين سيذهبون واردت ان استمع لما يرتأه صديقي الدكتور الهندي فقال مسترسلا هم وآل صباح سيذهبون الى الصحراء حيث الجمال , نقول لهؤلاء الشيء الذي لا يعرفونه ونؤكد لهم تأكيد العارف والمخطط السياسي العراق لم يسقط بل اريد ان يكون الفخ الذي وقع به هؤلاء ومن شابههم من انظمة على رأسها النظام المصري البائد لحسني مبارك ناكر الجميل الذي اعتقد كما اعتقد هؤلاء الذين سينتهون ذات النهاية , ان الحليف الامريكي سوف يكون درع دواد عليه السلام ولكن امريكا ليس بهذه السذاجة التي يتوقعون , الشيء الذي لا يعرفونه عن امريكا والسياسة الامريكية المخيفة والتي هي جزء من السياسة التي وضعها الرواد الأمريكيون والذين هم جزء من المؤسسة تعمد على كل ما جاء انفا, نقول لهؤلاء البؤساء ان العراق وسوريا الشيئين الثابتين غي المتغيران ون العراق سيعود قريبا بعد ان انتهى دوره كفخ سقط فيه مثل هؤلاء والذين بتصرفاتهم كتصرفات المنافقين ,يظهرون بخلاف ما يبطنون ,ظانين انهم كما هؤلاء الخليجيون السذج ان من يحرك السياسة وفي اعتقادهم امريكا الظاهرية وليس امريكا المخفية التي اسسها الرواد ومازال الساسة الامريكان الذين هم جزء من المؤسسة المخفيون هم في واقع الامر من يحرك السياسة المخطط لها منذ اكثر من قرنين , ان الخليجيون متدحرجي بخطى سريعة الى النهاية المحتومة التي سنتركها تفاجأهم وكما قال الله عز وجل " يأتيهم عذابنا بغته وهم لا يشعرون " صدق الله العلي العظيم , اما سوريا فنقول لحفيد السديراوية خسئت وخسئا كل ابناء السديراوية والحرباء المتلون الوليد بن طلال ذاك, انا الخليج كما قلنا مستبدل ولن نبين معنى القول اما الاخرين فهما متغيران لتدخلهما غير المدرك في الناموس السياسي للمنظومة الثابتة الممثلة بالعراق وسوريا وتوابعها والمعروفة منذ الازل وحتى نهاية التاريخ باقية لن تهزها ريح الجهلاء ام انت يا بندر اسود الوجه والقلب وامثالك انظروا الى الخدام واين آل به الزمن وريبال وما انتهى به الوقت لتعرفوا مصريكم المشابه والمتشابه , نقول لكم العبوا غير السياسة لأنكم حتى لا تعرفون كلمة السياسة كفلسفة وتاريخ ودين وعلم , خسئتم فيما ظننتم ان ما خيل لكم به من المال تشترون الدنيا ما اضحلكم انكم في وقت قريب لن تستطيعوا حتى شراء شبر ارض تقذوا تحته, انا سوريا باقية العراق عائد انتم زائلون غير مؤسوف عليكم , اما ابواقكم واعوان وادوات شركم النابحه فلا تعني شيء الا كما قال الله وقودها الناس والحجارة, ونقول لكم كما قال صالح عليه السلام لقومه انا العذاب الذي استعجلتم ستأتيكم , فامكثوا في بيوتكم ثلث ايام بليالها بعدها سياتكم ما استعجلتم من عذاب , ركضوا فرحين في اليوم الثالث وقالوا عارض ماطر ولما دنا اسودت وجوههم وعرفوا انه العذاب الذي استعجلوه فدخلوا بيتوهم لنزل عذاب ربك عليهم فيجعلهم كأعجاز نخل هاوية.
البروفيسور الدكتور عماد الحسن
No comments:
Post a Comment