ان كل حركات التحرر التي مرت بالشعوب في بقاع العالم المختلفة سوآءا كانت تحررا من ما يعرف بالاستعمار او تحررا من الانظمة القمعية او الدكتاتورية او الرجعية او التو تالية كان يعتمد على حركة الشعوب بذاتها وهنا تعتمد الحركة الشعبية التحريرية في ناجح نهجها على عدة عوامل رئيسية قبل ان تحدث عنها يجب ان نفرق بين حركات التحرر والثورات الشعبية التي سجلت في بقاع عديدة من العالم اولها في التاريخ المتوسط ثورة الشعب الفرنسي في منصف القرن الثامن عشر وفيها ثار الشعب بكامله كما حدث بالثورة الفرنسية ضد الجوع والتميز الطبقي والاضطهاد الاجتماعي ومثل هذه الثورات تكون ثورات غير منظمة وخطرة في ذات الوقت لا نها قد تؤدي الى ان تأكل الثورة ابنائها او قد تكون عشوائية بحيث يدفعها الانتقام لكل ما يرمز للسلطة المثار عليها بكل رموزها والمكونات التي وجدت في حقبتها من ثقافية واجتماعية وفكرية وسياسية بغض النظر كون هذه كلها لا تعني انها ضمن دائرة الفساد التي كان نهج النظام المثار ضده وهنا مكن الخطورة وكما حدث في الثورة الفرنسية التي اكلت ابناؤها من المفكرين والسياسيين والمثقفين والمبدعين وغيرهم , ان ما حدث في الثورة الفرنسية من اخطاء جسيمة يرجع لعدم وجود قيادة موحدة لها فكرها الخلاق ومبادئها في خطة تتضمن بنود على اساسها يبنى نظام جديد حر تطبق فيه هذه البنود, وهذا ما نراه اليوم مما يسمى بالثورات الشعبية العربية , التي للأسف وضعت تحت عنوانين الحرية والتحرر ودس داخلها من استعمل كأداة لتدمير الدولة ولا نعني هنا النظام الدولة كمؤسسة, ولذلك نراها تفتقر للقيادة الحكمية المتمتعة بنهج سياسي له نظرة واقعية وبعيدة المدى في انشاء الدولة العصرية , فمثلا في مصر اسقط النظام وبطريق عشوائية غير مدروسة لمن قام بإسقاط النظام , ونحن ليس بصدد الدفاع عن نظام فاسد مارق كالنظام المصري السابق الذي نخره الفساد من اقصاه الى اقصاه, فالنظام قد رحل وكل المروجين ممن يبثون في قلوب الناس وعقولهم بان النظام ورموزه مازال موجود وان هناك ثورة مضادة , فهؤلاء ذاتهم من دمر مصر العروبة كنظام مؤسسة دولة, استعمل فيها الشباب كأداة غير مدركة من البعض من الشباب من انها تدمر اس وجود الدولة المصرية , وآخرين من الدخلاء تحت أجندات لا تخلو منها رائحة العمالة, كما استخدم الشعب بطريقة خبيثة محرضة بصورة مستمرة لتدمير الشعب بحد ذاته وصعود تيار شبابي تنقصه الفطنة وبعد النظر والتخطيط السياسي تحركه من حيث يعلم او لا يعلم اصحاب اجندات قمة في الخبث والدهاء وعلى رأسها ما يسمى بالإخوان والسلفين وهيئة علماء المسلمين العالمية الممثلة بالمهرج المومياء الذي بلغ من العمر عتيا القرضاوي لا نه لو صدقا يؤمن بالسلام ومبادئه ما يقود البشر الى هالكه و نضرب له مثلا من عمق دار النبوة المحمدية اذا هو حقا يؤمن بآل البيت الكرام , هما قصتان ارخمها التاريخ رغم ما ظهر في زمنهما من شعوبيين ومنافقين وخوارج استعملا تلك القصتين او الحدثين التاريخين بليهما ليجعا من استعمال للحق كأداة يراد منها باطلا, القصة الاولى قصة الامام علي عليه السلام وفتنة الخلافة التي خطط لها بكل دهاء معاوية بن ابي سفيان بانتزاع الخلافة من الامام علي عليه السلام , والقصة الثانية تنازل الامام الحسن عليه السلام عن خلافة آل البيت ومبايعته ليزيد بن معاوية, في نلك القصتين مهما اريد لهما من لي للحقيقة ومكنونات البعد الذي ارتاه كل من الامام علي عليه السلام والامام الحسن عليه السلام ,كان نظرة مدمجة من مخافة الله في زهق ارواح المسلمين على خلافة دنياوية زائلة وبعد نظر سياسي لكل من الامام علي والامام الحسن عليهما السلام فيما هو صالح للدولة الاسلامية, ولم يقولا كما يقول فسقا وظلما وعونا القرضاوي هذا او غيره ممن يدعون الاسلام مثل الاخوان والسلفين, قالنا لم يقولا الامامين عليهما السلام كما يقول ويدعو اليه من باطل القرضاوي ذاك , حيث يقول ونقتبس منه " يعني ايه يما يروح وهنا نتوقف في كلمة يروح وليس كلمة يستشهد لان الشهادة لها اساسها التي وضعها الله عز وجل وهذا المظلل والمظلل لا يجرؤ على نطقها في قتل الأبرياء نكمل الاقتباس يعني ايه لو يروح اتنين او اربعة او حتى مائة " وكأن عند هذا الشيخ غير الجليل ارواح البشر كقطيع ماشية ان الله عز وجل شأنه يقول" لا تقتلوا النفس الا بالحق" نسأل الشيخ أيعرف معنى كلمة الحق او مصطلح النهي في الا بالحق اننا نعرف انه يعرف المصطلح ولو بصورة سطحية لا نه فيه بلاغة الهية لا يعرفها غير الراسخ في العلم الديني الذي يختاره الله , اذن كيف يدعو الى الفتنة وازهاق ارواح المسلمين, نعود الي الموضوع الاساسي , ان ما تسمى الثورة المصرية التي اريد لها ان تدمر كيان الدولة فشلت في تحقيق ابسط الامور للمواطن المصري الذي صدق بكل شفافية انه سيتخلص من نظام مستبد اذاقه الذل والفقر والهوان الى نظم ينعم به على ادنى المسطحات الإنسانية على لقمة عيشيه التي بلعها حوت النظام السابق, اذا كان حقا من جاء ينشد مصر جديدة مصر مبنية على التوافق الاجتماعي والمعيشي , كان الاجدر على هؤلاء ان لا يشغلوا فكر الناس في قضية انتهت اسمها مبارك ورموز الفساد وما غير ذلك, نسالهم ماذا حققوا للمواطن المصري الغلبان المحتاج بعد اكثر من شهرين على ما تسمى بثورة اللوتس واللوتس براء من هؤلاء الاجابة المنطقية لم يحصل اي شيء ملموس على مستوى معيشة المواطن , فالأسعار ارتفعت كالصاروخ , الجريمة ارتفعت بنسبة 200 بالمائة , اذن اي ثورة بغير عقل مدبر وحكيم وذو رؤية واعية للمستقبل تعتبر فوضى تدمير المجتمع واسس النظام الذي يربط مكونات الدولة والمجتمع " نأتي بعد ذلك الى حركات التحرر وهنا نقصد التحرر من عوامل خارجية تتمكن ن الوثب الى داخل الدولة بمعنى احتلال وتبدا بتدمير مؤسسات وكيان الدولة اداريا واجتماعيا على كافة المستويات وكثيرا من حركات التحرر فشلت في تحقيق مبدئها التي قامت من اجلها واخذت تتحول الى تسلط يدمر الدولة ويعيث بالكيان الاجتماعي فسدا وقتلا وتجويعا وتشريدا, هناك ثلاثة اسس لأي حركة تحريرية لوصول الى اهدافها وبحثنا اليوم هو وطننا العراق , آن الأوان لكي يتحرر العراق من الرموز الداخلية التي جلبت لتدمير الدولة بمؤسساتها ونسيجها الاجتماعي والحضاري , ان اليوم في امريكا على وجه التحديد تيار جديد ناهض يشق طريقة بقوة متصاعدة لينهى الفكر التدميري الذي اعتنقه البعض وادى فيما ادى الى توريط الولايات المتحدة الامريكية في صرعات دولية ادت الى انهيار الاقتصاد الامريكي ومن ثم الطريق الى تفكك الولايات المتحدة الامريكية وربما الى ارجاع عجلة الزمن لنشوب حرب اهلية جديدة كما نشبت في منتصف القرن التاسع عشر ادت في ما ادت الى فقدان بنائي واقتصادي واجتماعي للدولة الامريكية فكان لابد ان يظهر مثل هذا التيار الجديد لينهض بأمريكا بتطبيق سياسة الرواد الامريكان الذين استطاعوا ان يوقفوا طاحونة الحرب الاهلية ويبنون امريكا المتحدة بولايتها الخمسين من جديد , ان التيار الجدي يعي تماما ان الورطة التى انهارت بعدها الامة الامريكية اقتصاديا هي في الواقع حرب العراق او ما يعرف باحتلال او غزو العراق حسب مفهوم نظرية الفوضى الخلاقة التي اريد لها ان تبدأ من العراق وتخلق نوعا حادا غير مسيطر عليه من الفوضى في منطقة الشرق الاوسط تحت مسمى الشرق الاوسط الجديد لكن للأسف لم ينتهبه من سار بهذا الاتجاه الى خطورة ووعورة هذا الاتجاه المدمر الذي يضفي ما يضفي اليه قفز حركات متطرفة وسلفية تصل الى مرحلة انتهازية فكرية لا تعود السيطرة عليها ممكنا ويصبح فعلها مدمرا ليس في بقة وجودها بل تمدد الى الاقليم والدولي هذا ما حصل في تونس بعودة حركة النهضة وما يعرف بهيئة علماء المسلمين العالمية كذلك حدث في مصر بعودة الاخوان والسلفين الذين عاثوا بمصر فسادا وايضا ما يسمى بهيئة علماء المسلمين العالمين التي هي في الواقع ستار يخفي من خلفه الكثير من الحركات الدخيلة على الدين والمحرفة لهو مثل الاحمدية وغيرها , وهذا ما اريد لسوريا ولكن تم احباطه لان دور سوريا واستقرار وامانها دور اقليمي محوري خطير اذا ما زعزع يكون لهه تداعيات مرعبه ومخيفة على الامن والسلم الدوليين في مقدمتها اذا لم تدرك بعد القاعدة السياسية الاسرائيلية والقاعدة السياسية الايرانية ان الدور المدمر الذي تتخذه بعض الاجنحة من آل سعود وعلى راسهم من يسمى بأبناء السديراوية التي يقودهم اليوم الاخرق بندر بن سلطان لعهد كان يعتمد عليه في امريكا قبل ظهور تيار الرواد الذي يريد بناء دور اقليمي جديد للحفاظ على المنطق العربية والاقليم الشرق اوسطي وبالتالي الدولي يتمثل بنهاء مهزلة ما يسمى بالعملية السياسية العقيمة والتي ولدت ميته منذ اكثر من 8 سنوات بالعراق بكل رموزها وبناء نظام سياسي جديد في العراق خطط اليه قليل يعلم به منذ ال 21 من آذار لعام 1991 كما يدعم هذا التيار استقرار سوريا وقيادتها المتمثلة بالرئيس بشار الاسد حسب مدلولات قدمت لهذا التيار من الخطة الاصلية التي بنيت في آذار من العام 1991 والتي تعطي الدور الريادي والقيادي لتوازن المنطقة والاقليم في استقراره وانعكاس ذلك على المنظومة الأوروبية وطرفها الفاعل عبر الاطلسي ممثلا اساسا بالولايات المتحدة الامريكية ومساندا له الدور الكندي , والمطلوب اليوم كما قلنا نظاما جديدا بالعراق واسنادا كامل لاستقرار سوريا واسنادا لقيادة الرئيس بشار الاسد بإسناد كامل الدعم للرئيس بشار وتغير النهج الوطني للمنظومة السورية حسب ما يراه المسؤولون بالقيادة السورية الوطنية وعلى راسها الرئيس بشار الاسد وتكوين منظومة جديدة شبه مدمجة مع المنظومة العراقية الجديدة في نخبتها السياسية الجديدة التي لم تكن معروفة وذلك لتكون سوريا والعراق الحور المركزي للحفاظ على امن واستقرار المنطقة والاقليم كدفة في القيادة لإرساء مفهوم جديد من الديمقراطية المتوازنة والوسطية والبناءة في عملية تنظيمية يحد فيه دور دول الخليج العربي جميعها لضيق افقها السياسي في الرؤيا المستقبلية للمنطقة والاقليم التي ربما لو تركت هذه الرؤى السياسية الهوجاء لدول الخليج العربي , ومحولاتها لتحطيم دعامات الاستقرار في المنطقة المتمثلة بسوريا والعراق , من هنا بالنسبة لنا في العراق وقد نضجت الظروف تماما لعملية تغير واسعة النطاق بالمنظومة السياسية للعراق , التي تم حذف تماما نظرية الفدراليات والاقاليم حيث يصر التيار الامريكي الصاعد على دعم وحسب الخطة الموضوعة للعراق منذ آذار لعام 1991 , منظومة سياسية ديمقراطية وسطية متوازنة فاعلة ومتفاعلة في الاقليم والدولي لا تعتمد عل نظرية الديمقراطية المفتوحة الزوايا بالكامل التي اثبتت فشلها حتى في ارقى واقدم الديمقراطيات في العالم الديمقراطية اليونانية والعلمانية المفتوحة الزوايا كالعلمانية في تركيا الحديثة ويكون النظام الديمقراطي الحديث بالعراق , في حكم مركزي متحرك ليس جامدا لعراق موحد جمهوري غير فدرالي في تكوين متعدد اداريا , وعليه المطلوب من حركة التحرر العراقية والمتمثلة في الثورة العراقية الشعبية والمحركة من مجلس سياسي مؤقت تم الاعتراف به ضمنيا واساسيا كممثل شرعي لكل القوى السياسية التي تنظر الى تحرير العراق بجدية بعيدا عن الشعارات وبعيد عن تعدد وتشتت الكيانات التي لم تحقق اي قفزة نوعية في عملية البناء وتحرير العراق تحت اي ادعاء من مثل تلك الكيانات على الساحة العراقية او الدولية وكما تدعي لفترات بعض من هنا تجاوز العشرون عاما وهنا وكعراقيين يجب علينا في هذه المرحلة الحساسة والحرجة في هذا المخاض الذي بات ليس صعبا ان نكون اما مسئوليتنا وبشفافية ذاتية لنكران الذات لان الهدف العراق وشعبه الذي تحمل الولايات على مدى اكثر من 60 عاما مضت, اذن المطلوب دوليا ان تنطوي كل القوى السياسية بعد التوافق للداخل تحت لواء المجلس السياسي المؤقت وان ينتهج الجميع بما فيهم مكونات المجلس المتسعة لانضمام المجموع العراقي بكامله سياسية لها ثلاثة محاور رئيسة , الاول توحيد الكلمة والهدف , استيعاب المرحلة الانية ووضع اهدافها ومتطلباتها وكيفية تحقيقها , المرحلة المستقبلية للمستقبل القريب والبعيد للعراق الجديد ,وكل ما تقوم عليه من اسس للبناء والحرية والديمقراطية , ان الشعب العراقي مطالب اليوم بكافة شرائحه بزيادة زخكم الثورة والبداية بالعصيان المدني حتى اسقاط نظام العمالة والخونة والمارقين والدجالين والفاسدين من الصفويين واعوانهم , اليوم نؤكد لشعبنا الا ينظروا من افق الظاهر فهو لا يعنيهم بشيء ولكن لينظروا الى ما بعد الظاهر غير المرئي ليعرفوا ان امريكا بتيار الجديد غير امريكا في 2003 او قبل ذلك في 1991 ان اليوم ما يريده الشعب سيتحقق في الحرية والتحرر والسيادة الكاملة.
البروفيسور الدكتور عماد الحسن
No comments:
Post a Comment